Scroll Top
العنوان: ايران – قم – مدينة برديسان – شارع دانشكاه

رئيس قسم الشؤون الدولية لجامعة باقرالعلوم (ع) تقریر الزيارة الأخيرة لوفد جامعة باقرالعلوم إلى الهند

3-1

في مقابلة مع العلاقات العامة للجامعة، قدم سيد هادي ساجدي، رئيس قسم الشؤون الدولية بجامعة باقرالعلوم (ع)، تقريراً عن رحلة وفد الجامعة الأخيرة إلى الهند.

وفقا لتقرير العلاقات العامة لجامعة باقرالعلوم )ع)، قام قسم الشؤون الدولية في هذه الجامعة بتخطيط وتنفيذ رحلة علمية إلى الهند لمدة 10 أيام بهدف رفع المستوى العلمي لطلابها.  من أجل شرح و بيان إنجازات وتجارب هذه الرحلة، أجرى رئيس قسم الشؤون الدولية محادثة مع العلاقات العامة بالجامعة وجاء في هذا اللقاء:

– بين الاهمية والخطة المعدة لهذه السفرة.

 من جملة البرامج التي يتم متابعتها بانتظام في قسم الشؤون الدولية في جامعة باقرالعلوم (ع)، التواصل العلمي مع المراكز والجامعات الدولية بالإضافة إلى التواصل الحي في هذه المراكز.  لذلك، وبحسب المقررات الدراسية المتوفرة في الجامعة، يخطط هذا القسم للرحلات العلمية لاستكمال الوحدات الدراسية والتطبيقية  للطلاب في مرحلتي الماجستير والدكتوراه.

 كانت الرحلة إلى الهند مخصصة لطلبة الدكتوراه في مجال المذهب الوهابي للتعرف على التيارات السلفية والديوبندية واهل السنة في شبه القارة الهندية، والتي تشكل أصل ومنشأ الفكر الوهابي من خلال السفر إلى هذا البلد.  لذلك، كانت الخطة المعدة لهذه الرحلة  تمكن الدارسين للفكر الوهابي من التعرف على المفكرين والعلماء والشخصيات والتيارات الفكرية والمراكز السنية المهمة، وخصوصا الحركة الديوبندية.

– كم عدد الأشخاص الذين حضروا هذه الرحلة ومن كان مضيف الرحلة؟

 حضر الرحلة  8 طلاب من الدارسين للفكر الوهابي مع اثنين من أساتذة الجامعة.  تم التخطيط لهذه الرحلة وتنفيذها من قبل حجة الإسلام ومسلمين مهدوي بور، ممثل القائد الاعلى للثورة الاسلامية، في الهند.

– كم استغرقت هذه الرحلة وما هي المدن والمراكز التي تمت زيارتها؟

استغرقت هذه الرحلة 10 أيام وتمت زيارة مدن لكناو وفاراناسي وأغرا وسارناث ودلهي وديوباند والله أباد وساهرانبور

 – تفاصيل عن زيارة مدينة لكناو:

 كانت مدينة لكناو  مركز الحكومة الشيعية لمدة 200 عام. وكان الاستاذ سيد دلدار علي نقوي، المعروف بغفران مآب، هو أحد تلاميذ المرحوم وحيد بهبهاني، الذي عاد إلى هذه المدينة بعد دراسته في النجف وبدأ حركة شيعية قوية في لكناو.  بعد ذلك، وعلى مدى 200 عام، ترسخ الحكم الشيعي في هذه المدينة وتعتبر من المراكز الشيعية المهمة في الهند.

بالإضافة إلى أبناء سيد دلدار علي نقوي، الذين كانوا من كبار علماء لكناو، يعتبر مير حامد حسين صاحب عبقات الأنوار أيضًا من المجتهدين ومن طلابه الذين لعبوا من خلال تأليف هذا الكتاب دورًا مهمًا في اثبات مشروعیة التشيع والدفاع عن إمامة الأئمة (ع).

منذ ذلك الوقت، بقيت العديد من الٱثار الإسلامية والشيعية، بما في ذلك الحسينية الصغيرة، والحسينية الكبيرة، ومسجد جامع لكناو  وحسينية غفران مأب.

في مدينة لكناو، أتيحت الفرصة لأعضاء الرحلة للقاء كبار الشيعة، بمن فيهم حجة الإسلام والمسلمين سيد كلب جواد، وكذلك لقاء بعض كبار التيارات السنية المهمة، من ضمنها ما يسمى ندوة العلماء، والتي تعتبر واحدة من التيارات المهمه الديوبندية  في شبه القارة الهندية.

ومن أبرز النقاط التي اثيرت في هذه اللقاءات، المناقشات العلمية الدقيقة والمنضبطة التي جرت بين اطراف اللقاء، والمعلومات التفصيلية لأعضاء الرحلة حول التيارات الفكرية لشبه القارة الهندية وتساؤلاتهم الدقيقة والعلمية التي فاجأت المضيفين.

– ماذا كان الغرض من التواجد في مدينة فاراناسي؟

تعتبر مدينة فاراناسي احدى المدن الدينية الهامة للهندوس، حيث يجري نهر الجانج خلالها، وتُقام بعض الاحتفالات الدينية الهندوسية على ضفافه، وكذلك الاستحمام في النهر وحرق الموتى، على طول هذا النهر.  كان التواجد في مدينة فاراناسي  فرصة للتعرف عن قرب على بعض المعابد الهندوسية و برامجها الدينية واحتفالاتها، وإجراء محادثات حول الأفكار الدينية الهندوسية وأسلوب الحياة.  إحدى النقاط الجديرة بالذكر في مدينة فاراناسي هي أن هذه المدينة فيها حوزتان علميتان شيعيتان.

اللافت أنه عندما كان أعضاء الرحلة يتجهون نحو نهر الجانج والمكان الذي أقيمت فيه الاحتفالات الدينية الهندوسية، شاهدنا مسجد في أحد الأزقة بالقرب من نهر الجانج، حيث حضرنا فيه صلاة الظهر و اطلعنا على بعض الاشعار والرموز، وأيضاً التربة المصلى عليها دلت على  أن المسجد للشيعة.

– ما اهمية زيارة مدينة سارناث؟

تقع مدينة سارناث  بالقرب من فاراناسي، وهي إحدى المدن البوذية المهمة. اعتقد البوذيون أن بوذا بعد تلقيه التعاليم تحت شجرة الإشراقة الإلهية  وقد عثروا على تعاليم المدرسة البوذية بداخله، ألقى بوذا خطابه ووعظه للشعب لأول مرة وبصورة علنية في مدينة سارناث . لذلك، فإن هذه المدينة لها أهمية خاصة بالنسبة للبوذيين وقد قاموا ببناء العديد من المعابد هناك.  بالإضافة إلى المعابد، فإن المتحف التاريخي لهذه المدينة له اهمية كبيرة ايضا،  يحتوي هذا المتحف على قطع أثرية هندية قديمة جدًا، معظمها عبارة عن رقائق حجرية تعود إلى الهندوسية والبوذية بأشكال مختلفة.

– ما المدن الأخرى التي قمتم بزيارتها بعد سارناث؟

مدينة الله أباد هي إحدى مدن الهند المأهولة بالمسلمين الهنديين، حيث دعانا بعض الشيعة، بعد أن علموا عن وجود الوفد، إلى منازلهم للحديث والاستراحة .  إن التواجد في هذه البيوت الشيعية يذكرنا بذكريات حضور مراسم الأربعين الحسيني، حيث رحب بنا الشيعة بحرارة شديدة .

– هل زرتم مدينة اغرا؟

نعم مدينة  اغرا هي نفس المدينة التي يقع فيها تاج محل، وهي واحدة من عجائب الدنيا السبع وقد بناها المسلمون وملوك الجوركان.  ومن المثير للاهتمام معرفة أن هندسة هذا المبنى نفذها إيرانيون وأن أسلوب بنائه مشتق من الهياكل الإيرانية. ان مبنى تاج محل هو في الواقع قبر بناه الملك الجوركاني شاه جهان، حزنا على فقدان زوجته المسماة أرجمند بانو.

هذا المبنى المذهل مصنوع من الرخام الأبيض واستُخدمت الفنون الهندسية الإيرانية في هندسته المعمارية.  بالإضافة إلى ذلك، فإن مدينة  اغرا هي مكان دفن القاضي نور الله شوشتري المعروف بالشهيد الثالث.  كان هذا العالم الشيعي العظيم قاضي القضاة في حكومة جوركان لسنوات عديدة دون أن يعرّف نفسه بأنه شيعي.  لكن بعد أن أدرك بعض المتعصبين أن هذا العالم العظيم شيعي، وأدركوا أنه مؤلف كتاب “أحقاق الحق” دفاعاً عن ولاية أمير المؤمنين والأئمة (ع) قاموا باغتياله.

كما أن وجود الصوفيين المحبين لأهل البيت في هذه المدينة جدير بالذكر أيضًا.  على الرغم من وجود الصوفيين في جميع أنحاء الهند، إلا أن تيارات الصوفية المهمة تهتم جدًا بأهل البيت وتستمر في مدح أهل البيت في احتفالاتهم الدينية بالقصائد الفارسية المختصة في مدح أهل البيت عليهم السلام.  هؤلاء الصوفيون هم أهل شريعة ويلتزمون بالقواعد الإسلامية.

– حدثني عن مدينة دلهي  وهي عاصمة الهند.

على الرغم من أننا كنا في دلهي  لمدة 3 أيام فقط من أصل 10 أيام من الرحلة، كان لدينا خطط مكثفة جيدة في هذه المدينة.  كانت زيارة بعض معابد المدينة، بما في ذلك معبد أكشاردام الشهير ومقبرة نظام الدين أولياء، وهو مكان للزيارة للعديد من المسلمين وحتى غير المسلمين، ومن برامجنا في دلهي،اللقاء مع بعض الشخصيات السنية في الهند والمناقشات العلمية حول أفكارهم وعقائدهم، وكذلك اللقاء مع ممثل القائد الاعلى للثورة الاسلامية في شبه القارة الهندية، المستشار الثقافي المحترم لجمهورية إيران الإسلامية في الهند و سفيرجمهورية إيران الإسلامية في الهند، و المشاركة في البرامج الإيرانية الهندية .

– هل سافرتم إلى مدن أخرى؟

نعم كانت ديوباند من أهم المدن التي خططنا لزيارتها قبل بدء الرحلة.  هذه المدينة، التي تقع في الشمال الغربي من دلهي  وهي مسقط رأس التيار الديوبندي. ويعتبر دار العلوم ديوبند ودار العلوم وقف ديوبند هما مجمعان علميان مهمان في هذه المدينة، يحاولان تقوية الأفكار الإسلامية والحفاظ عليها في الهند من خلال قبول الطلاب السنة وتعليمهم دروسًا دينية.

هذه المدينة هي مسقط رأس الفكر الديوبندي الذي لا يزال مزدهراً للغاية فيها.  المثير للاهتمام أن نلاحظ أن طلاب الصف الثاني والثالث في دار العلوم  يدرسون (گلستان سعدي) بالفارسية وكان حضور الوفد الإيراني بينهم جذابًا و مفرحاً للغاية بالنسبة لهم.  كان من بين خطط التواجد في هذه المدينة زيارة مكتبة مدينة ديوباند، والحوزة العلمية، والأساتذة ومديري الحوزات، وإجراء محادثات ودية مع طلاب المدارس.

– بشكل عام، ما هو وضع الشيعة في الهند المعاصرة؟

عاش الشيعة ثلاث فترات مهمة في الهند المعاصرة. 

الفترة الأولى قبل انفصال الهند وباكستان، والتي كانت العصر الذهبي للشيعة في الهند، وكانت لكناو مركزًا لمائتي عام من الحكم الشيعي.  أما الفترة الثانية فتتعلق بالفترة التي أعقبت انفصال باكستان، حيث بدأ أفول الشيعة وذهب العلماء والنخب إلى باكستان. وتعود الفترة الثالثة إلى ظهور الثورة الإسلامية في إيران، ومنذ ذلك الوقت بدأ عصر إعادة ازدهار الشيعة في الهند.

– إذا كانت لديك أي نقطة أخرى مثيرة للاهتمام حول هذه الرحلة، فأرجوا إبلاغي بذلك.

كانت هذه الرحلة بحمد الله من الرحلات العلمية المباركة لجامعة باقرالعلوم (ع) التي أقيم فيها حوالي 50 برنامجًا علميًا في 10 أيام.  كانت أهم نقطة في هذه الرحلة قبول الطلاب الدارسين لفكر الوهابية الاختلاف بين ما قرأوه في الكتاب وما عرفوه عن قرب في الميدان.  اعترف الطلاب والأساتذة بأن وجودهم في هذه الرحلة قد غيّر وجهة نظرهم حول المدارس الفكرية السنية والديوبندية والوهابية، وتمكنوا من اكتساب فهم أكثر دقة للواقع القائم، والذي كان في بعض الحالات في تضاد كامل بما كان قد وصل اسماعهم سابقًا .  نقطة أخرى جديرة بالملاحظة هي التغطية الإخبارية لهذه الرحلة التي أوجدت تصوراً إيجابياً في الصحف الهندية.

– في النهاية حدثنا عن الخطط المستقبلية لقسم الشؤون الدولية بالجامعة.

وضعت جامعة باقرالعلوم (ع) الخطط اللازمة لتنظيم رحلات علمية من هذا النوع.  يمكن للطلاب والأساتذة المشاركة في البرامج الدولية وفقًا لمجال نشاطهم، من أجل تطبيق ما تعلموه بالإضافة إلى جعل علمهم ومعرفتهم العقلية أكثر موضوعية.